تزايد التجارة السنوية بين السعودية والصين، مع ريادة العلامات التجارية الصينية في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي

28 نوفمبر 2023

بقلم تيا تشانغ، الرئيسة التنفيذية للخدمات اللوجستية السريعة، ايجكس للخدمات اللوجستية.

نظراً لارتفاع حجم التجارة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، فإن السباق على الحلول اللوجستية السلسة يتزايد في المنطقة.

في العالم الديناميكي للتجارة العالمية، تتكشف ثورة هادئة تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي في الشرق الأوسط، ولاسيما في دول مجلس التعاون الخليجي. وفي قلب هذا التحول، يكمن قطاع التجارة الإلكترونية المزدهر، مدفوعاً بالشراكة المتزايدة بين المملكة العربية السعودية والصين. وبصفتي الرئيسة التنفيذية للخدمات اللوجستية السريعة في شركة ايجكس، لاحظتُ الزيادة الكبيرة في العلامات التجارية الصينية داخل أسواقنا، وهذا دليل على تعميق الروابط بين هذين الاقتصادين القويين.

صحيح أن التجارة ليست غريبة على منطقة الشرق الأوسط، ولكن التجارة الإلكترونية تتنامى بأحجام ووتيرة لم يسبق لها مثيل. وينطبق ذلك خصوصاً على المملكة العربية السعودية، التي لا تتبنى التحول الرقمي فحسب، وإنما هي في طليعة هذا التحول. وتعتبر رؤية 2030 أكثر من خارطة طريق: إنها إعلان جريء عن التزام المملكة بالابتكار والاقتصاد الرقمي.

يستفيد من هذا التحول عمالقة التجارة الإلكترونية الصينيون مثل "علي بابا" Alibaba و"جاي دي.كوم" JD.com، إلى جانب علامات مستقلة مثل "شي إن" SHEIN . والواقع أن نجاحها في المنطقة لا يعزى فقط إلى تفضيل الشباب في الشرق الأوسط للمنتجات العصرية والفعالة من حيث التكلفة، وإنما أيضاً إلى إنشاءٍ دقيق لإطار لوجستي يضمن التسليم السريع والآمن للبضائع. وهنا، تُعتبر شركة ايجكس ركيزة لهذا الإطار، حيث تعمل على سدّ الفجوة بين المصدّرين الصينيين وسوق الشرق الأوسط.

إن النمو الهائل في حجم التجارة بين المملكة العربية السعودية والصين ليس من قبيل الصدفة، بل هو نتيجة رؤية مشتركة للتقارب الاقتصادي. ولعلّ الإحصائيات خير دليل على ذلك: فقد ارتفعت صادرات الصين إلى المملكة العربية السعودية بمعدل 14.3% سنوياً خلال العقدين الماضيين. وإذا أخذنا في الاعتبار المعدلات المرتفعة لانتشار الإنترنت في المنطقة والتي تتجاوز 90%، فإن إمكانات التجارة الإلكترونية هائلة.

يتمثل دورنا في شركة ايجكس في تسخير هذه الإمكانات. فنحن لسنا مجرد شركة لوجستية، وإنما نهندس الممرّ الاقتصادي الجديد بين الشرق الأوسط والصين. ولا شك في أن إطلاق حلولنا العابرة الحدود للواردات والصادرات سيغيّر قواعد اللعبة، حيث يوفر المسارات الأساسية للتجارة الإلكترونية.

واللافت أن الأرقام مذهلة، وخير دليل على التغيير. فنمو مبيعات التجارة الإلكترونية بنسبة 40%، وحصول زيادة بنسبة 76% في المعاملات عبر الإنترنت، وإتمام 60% من عمليات الشراء عبر الإنترنت هي مؤشر واضح على تحوّل المنطقة نحو الاقتصاد الرقمي، حيث تلعب المنتجات الصينية دوراً رائداً.

لكن الأمر لا يقتصر فقط على نقل البضائع؛ وإنما على نقلها بكفاءة. وقد أحدثت خدمة الشحن الدولي السريع للتجارة الإلكترونية(ICX) والشحن الدولي السريع (IRX) ثورة في طريقة إرسال الشركات للشحنات من الصين إلى الشرق الأوسط وتوزيعها. ومع أوقات التسليم التي تتراوح من أربعة إلى سبعة أيام فقط، فإننا نضع معياراً جديداً للسرعة والموثوقية.

وفيما نتطلع إلى المستقبل، يتضح أن الآثار المترتبة على قطاع الخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط عميقة. ولا تعمل شركة ايجكس على دفع النمو الاقتصادي فحسب، وإنما على إقامة شراكات دائمة. نحن في طليعة ثورة لوجستية تُحوّل مشهد التجارة الإلكترونية، وتعمل في الوقت نفسه على ترسيخ الروابط بين المملكة العربية السعودية والصين، مما سيعزز الرخاء خلال العقود القادمة. والواقع أن النمو الذي شهدناه هو مجرد البداية. نحن على استعداد لإعادة تعريف ما هو ممكن في مجال التجارة العالمية والخدمات اللوجستية.

تشكيل المستقبل: المرأة تقود التغيير في قطاع الخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعوديةs

08 مارس2024

المستقبل الرقمي: ثورة المدفوعات في المملكة العربية السعودية وتأثيرها على التجارة الإلكترونية

يناير24 2024

كسر الحواجز: تعزيز التنوع بين الجنسين في صناعة سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية

21 ديسمبر 2023